الإبادة الجماعية تزدهر في ظل الصمت والشعور بالعجز. لكننا نملك وسيلة جد فعالة لم نستعلمها بعد: الانقطاع الرقمي. خروجنا من العالم الرقمي لفترة و جيزة قادر على تحقيق خسائر مالية فادحة للاقتصاد الأمريكي و تحقيق ضغط حقيقي على ترامب لوقف المجزرة.
إذا قررت أمريكا، و متى قد تقرر أمريكا؟
إذا مورس عليها ضغط حقيقي.
ومتى يكون الضغط حقيقيا على أمريكا؟
المال والأعمال هو أهم شيء تقوم عليه قوة أمريكا. الاقتصاد هو عصب الحياة الرأسمالية. اقتصاد مزدهر يعني سوق شغل مزدهر يعني بطالة منخفضة ، يعني استقرارا اجتماعيا وقدرة شرائية، يعني اقتصادا مزدهرا … هذا هو ببساطة ما يهم السياسي في أمريكا و الغرب بشكل خاص.
وغير المال؟ لا تقيم له أمريكا ترامب أي اعتبار، لا مواثيق دولية، لا مبادئ أخلاقيه، لا أعراف سياسية. كل هذا في نظر حكام أمريكا مجرد قواعد لعب تقليدية متخلفة يجب أن تبدل بمعاييرهم الجديدة.
إذا خضعت أمريكا لضغط حقيقي، و كيف يمكن أن يتحقق هذا الضغط؟
عندما تريد أمريكا الضغط على الدول الأخرى فإنها تستعمل وسيلة المقاطعة والحصار الاقتصادي. مؤخرا رأينا كيف طبقت أمريكا هذا على الدول العظمى بما فيها الصين والاتحاد الأوروبي وكندا. طبقت على الجميع مقاطعة جزئية تتمثل في رفع الضرائب على مبيعات هذه الدول في السوق الأمريكية. بهذه الطريقة تحد أمريكا من كمية وحجم البضائع المستوردة مما يضر الدول الأخرى فتخضع لشروط أمريكا. لماذا تخضع بسهولة؟ لكي يظل حجم صادراتها إلى السوق الأمريكي هو نفسه وإلا ستكون هذه الدول خسرت اقتصاديا وبالتالي خسرت اجتماعيا بسبب فقدان اليد العاملة لوظائف الشغل وبالتالي خسرت سياسيا بسبب ضغط المجتمع وضغط أرباب الشركات التي كانت تصدر.
المقاطعة الاقتصادية هي وسيلة الضغط الفعالة إذن.
يمكن إذن الضغط على أمريكا باتباع نفس الطريقة التي تضغط بها هي على الدول الأخرى لجلبها إلى طاولة المفاوضات : المقاطعة الاقتصادية
إذا ضغط اقتصادي، و كيف يمكنني أنا أن أحقق هذا الضغط؟
قد تقول : لكن المقاطعة الفعالة هي شغلات دول ، ما هو دخلي أنا في العملية؟ أنا مجرد فرد لا قدرة لي ولا حيلة لي في هذا كله.
الدولة التي تنتمي إليها الآن عاجزة عن أي حركة كهذه طبعا، لأنها ضعيفة جدا في ميزان القوى أمام أمريكا. حكام الدول، كل الدول، يرغبون في إرضاء رغبات شعوبهم التي تتظاهر ضد ما يجري في غزة، لكنهم يعرفون جيدا أن أي محاولة لإرضاء هاته التظاهرات بتحويلها إلى تنديد دولي فيها ثمن سياسي كبير يتمثل في خسارة مناصبهم وربما إدخال دولهم في دوامات من عدم الاستقرار و الفوضى السياسية. لنتذكر أن في الطرف الآخر أمريكا و هي قادرة على كل شيء…
ميزان القوة بين أمريكا وأي دولة أخرى في العالم مائل بشكل كبير جدا إلى جهة أمريكا. كل مواجهة انفرادية مع امريكا هي ضرب من العبث، تشبه مقاتل يحمل بندقية يريد أن يواجه جيش عرمرم مدجج بالدبابات و الطائرات.
لكن الأفراد لهم القدرة، عكس الدول. كيف؟ إذا استطاعوا أن يقوموا بحركة المقاطعة بشكل جماعي واسع. في هذه الحالة لا يكون خصم الولايات المتحدة واحدا وإنما مجموعة متفرقة لا تعرف أولها ولا آخرها.
كيف ذلك؟
شركات أمريكا (Netflix, YouTube, Google, Facebook, Whatsapp, Instagram, Amazon, Disney …) تحقق أرباحا خيالية ببيع سلعها في السوق المتمثلة في منطقة شمال افريقيا و الشرق الاوسط.
عن اي سلع نتحدث، أنا لا أشتري شيئا؟
أنت هو السلعة!
ألم تتساءل يوما من يدفع ثمن كل تلك الخدمات التي تؤديها لك تلك المنصات بشكل مجاني؟ توظف المنصات مئات الاف الموظفين التي عليها ان تؤدي رواتبهم، و عليها بناء وصيانة السيرفرات و كهربائها و تكييفها و، و، … تصرف من أجل ذلك ملايير. في المقابل، تستهلك انت ما لذ وطاب من الفيديوهات مجانا على يوتيوب، تتحدث صباحا مساء مجانا على واتساب / ميسنجر/ انستجرام، بل و قد تربح أموالا من استخدام هذه المنصات!
سيناريو ولا في الاحلام، أليس كذلك؟
لكن مع الاسف، لا شيء مجاني، ولابد أن يدفع أحد ما الثمن.
تقول إحصائيات هذه المنصات أنك تقضي أكثر من ثلاث ساعات يوميا في استعمالها. هذا الوقت الطويل الثمين الذي تقضيه انت هناك تحوله المنصات هو و بياناتك (جنسك، عمرك، محل سكناك، لغتك، اهتماماتك…) الى سلعة تبيعها لأصحاب الإشهار. يقوم هؤلاء بمضاربة من أجل الحصول على ضغطاتك على الشاشة و وقت مشاهداتك من اجل وصلة اشهارية (مدة زمنية تكون فيها عيناك امام الشاشة) ترى فيها أنت بين الفينه والأخرى إشهار لمنتوج معين أو فكرة معينة أو ماركة معينة او غيرها.
من هؤلاء المضاربين شركات صغرى، شركات كبرى، جمعيات، لوبيات بل وحتى الدول التي تريد التواصل و التأثير على عقول الناخبين ( يمكن أن تطالع ما قامت به روسيا حين الانتخابات الامريكية لتوجيه الرأي العام).
كمستخدم مجاني، هذا دخل المنصات الشهري نيابة عنك:
المنصة | متوسط العائد لكل مستخدم شهريًا (ARPU) |
فيسبوك | $13.12 |
إنستغرام | $2.68 |
واتساب | $0.36 |
يوتيوب | $11.67 |
نتفليكس | $17.30 |
ديزني | $3.91 |
إعلانات جوجل (بحث) | $26.90 |
إعلانات جوجل (عرض) | $6.30 |
الإجمالي | $81.88 |
إذن، من دون أن تدري، أنت لاعب في سوق الإشهار الذي تتداول فيه المنصات بوقتك لجني أموال طائلة تؤدي بها مصاريفها و تسجل فائضات أرباح قياسية.
و لأنك لاعب مركزي في هذا الاقتصاد الرقمي، فإن توقفك المؤقت عن استعمال هذه المنصات يعني كساد تجارتها. لماذا؟
ببساطة لأنه إذا لم يكن هناك مستهلكون للمحتوى لم يعد لاشهار لا يشاهده اي احد اي قيمة. و بالتالي ما في اشهار. وإذا ما في إشهار ما في مشتري للوصلات الاشهارية. وإذا ما في وصلات إشهارية ما في عائدات للمنصات. وإذا ما في عائدات هناك خسارة مادية فادحة تؤدي إلى تسريح عمال هاته المنصات أو إغلاقها تماما إذا طالت مدة مقاطعة.
أنت كمستهلك قوي جدا في هذه السوق. نعم أنت سلعة في هذه السوق ، لكنك سلعة غالية وحولك يدور اقتصاد بالمليارات.
تخيل سوقا مملوء بالتجار الأقوياء و السلع الغالية التي هم وحدهم من يعرف كيف يصنعها. لكن في المقابل ما في مشترين ! ما الذي سيحدث حينها؟ ستبور السلع رغم جودتها العالية ، وسيكون عليهم تحمل الأموال التي صرفوها من أجل إنتاج تلك السلعة من رواتب الموظفين و من مواد خام و من دعاية و غيرها…
أنت لست الا مستهلك، لكن ذو قيمة عالية. المستهلك في العقلية الرأسمالية هو الملك الذي يجب إرضاؤه بجميع الطرق.
يمكن إذن أن تحول استهلاكك إلى ورقة ضغط قوية!
ولكن ورقة الضغط هذه لا تأثير حقيقي لها إلا إذا كانت جماعية.
إذا تم الانقطاع الجماعي، و ما حجم الخسارة التي يمكن أن يحققها؟
المنصة | عدد المستخدمين | العائدات الشهرية(مليون دولار) |
إنستغرام | 184 مليون | 1363,2 |
فيسبوك | 103.9 مليون | 493,1 |
يوتيوب | 168 مليون | 1960,6 |
محرك البحث جوجل | 228 مليون | 6133,2 |
المجموع الشهري | 9950,0 | |
المجموع اليومي | 331,7 |
إذا اكتفينا فقط بهذه المنصات الأربع، في حالة مقاطعة جميع المستخدمين من شمال افريقيا و الشرق الأوسط (قرابة 200 مليون من أصل 500 مليون مواطن), فإن خسارتها اليومية هو حوالي
200 مليون مقاطع => 331,7 مليون دولار ! |
في حالة مقاطعة 10 ملايين فقط فإن الخسارة اليومية تقدر ب
10 مليون مقاطع => 18،1 مليون دولار ! |
خسارة كبيرة للمنصات، و لكن ما علاقة ذلك بترامب؟ و كيف سيؤدي إلى وقف الحرب؟
- من يسافر في طائرة الرئيس عندما يزور دولة ما؟
وفد سياسي بطبيعة الحال و لكن أيضا وفد كبير من رجال الأعمال. لماذا؟ لتوقيع صفقات تجارية مع الدولة المستهدفة. لماذا يهتم الرئيس الذي يشغل وظيفة عمومية بصفقات شركات خصوصية؟ لجلب الأموال وخلق فرص الشغل في بلده. يدرك السياسي جيدا أن عليه خدمة عالم المال و الاعمال الذي هو بدوره في خدمة الحياة الاجتماعية للناخبين.
- من مول حملة ترامب الانتخابية و حفل تنصيبه؟

الشركة | الرئيس التنفيذي | ملاحظات بارزة |
إكس | إيلون ماسك | متبرع رئيسي، مقعد بارز |
ميتا (فيسبوك، انستعرام، واتساب) | مارك زوكربيرغ | تبرع بمليون دولار |
أمازون | جيف بيزوس | تبرع بمليون دولار + دعم عيني |
آبل | تيم كوك | تبرع بمليون دولار شخصيًا |
غوغل / ألفابت | سوندار بيتشاي | جلس بين كبار التنفيذيين |
تيك توك | شو زي تشيو | حضر رغم التحديات القانونية للتطبيق |
أوبن أي آي | سام ألتمان | تبرع بمليون دولار، حضر |
أوبر | دارا خسروشاهي | حضر حفل التنصيب |
كل ضغط على هؤلاء هو ضغط على الرئيس الأمريكي.
مباشرة مع بداية الانقطاع سينخفض عدد الكليكات على المنصات، و بالتالي عدد المبيعات. مباشرة.
لا يمكن لهذه الشركات أن تتحمل هاته الخسارة لمدة طويلة. وكلما كان عدد المشاركين كبيرا كلما كانت الخسارة فادحة. لنتذكر الخميس الأسود بورصة وول ستريت في 1926.
حينها سيتوجه أرباب المنصات الذين شاركوا في تمويل وتنصيب الرئيس ترامب إلى الضغط عليه من أجل وقف هذه الحملة.
أمام الخسارة المالية ونزيف المنصات سيضطر ترامب إلى الضغط على الكيان الصهيوني لوقف الحرب مباشرة.

كيف انضم لحملة الانقطاع؟
كل ما عليك فعله هو انضمامك لمتابعي صفحة الانقطاع على الانستغرام @shutdowntoendhunger وبذلك تكون تتعهد أنه إذا بدأ الانقطاع فإنك ستكون مشارك فيها.
و متى يبدأ الانقطاع؟
لما يبلغ عدد المشاركين العدد الكافي لإحداث ضغط ملموس تعلن صفحة الانستغرام و الموقع هذا تاريخ و ساعة بداية الانقطاع فيقاطع جميع المتابعين استعمالهم للمنصات. ويواصلون انقطاعهم إلى أن يروا ضغطا من المنصات على الرئيس ترامب وضغط ترامب على الكيان.
10 ملايين مشارك سيكون رقما مؤثرا.
لكننا سنكون خارج المنصات، أين سنتابع ذلك؟ يتم تتبع ذلك من خلال الموقع المخصص للانقطاع www.digitalshutdown.com أو من خلال أخبار الجرائد أو التلفاز.
ما الذي سأخسره إذا قمت بالانقطاع الرقمي؟
هدف هذا الانقطاع هو أن يكون في متناول الجميع و دون أعباء أو مخاطر على المشاركين، فهو لا يتطلب لا خروجا إلى الشارع ولا مظاهرات ولا مواجهة مع البوليس ولا مواجهة مع الحكومات ولا مواجهة مع أي جهة كانت.
وهو كذلك لا يتطلب أي توقف عن الشغل أو عن الحياة اليومية بشكل اعتيادي.
هو انقطاع صامت.
كل ما يتطلبه هو حركة فردية بينك وبين نفسك، لا يراك فيها أي أحد، تقوم فيها بالتخلي عن استعمال المنصات لمدة مؤقتة و محدودة.
كل ما ستخسره هو تلك الثلاث ساعات التي تقضيها كل يوم على شاشة هاتفك. فهل يمكن فعلا أن نتحدث عن خسارة؟
الواقع أنك ستربح ثلاث ساعات ستقضيها مع أهلك أو مع أصحابك أو في الرياضة أو في المطالعة أو غيرها من الانشطة.
هل الانقطاع الرقمي ضد المنصات؟
لا، لا خلفية ايديولوجية وراء الانقطاع. تؤدي المنصات خدمات إيجابية على رغم مساوئها. هو فقط ورقة ضغط فعالة في اللحظة هاته.
هل الانقطاع عام ودائم؟
لا، هو انقطاع و ليس مقاطعة. احتجاج فعال لمدة محدودة محصورة زمنيا إلى أن يتم التجاوب مع المطالب ثم يعود الناس إلى ما كانوا عليه.
من يقف وراء حملة الانقطاع؟
هي مبادرة فردية، مدنية، لا تتبع لأي جهة. إذا أرادت جهة ما دعمها و الدعوة إليها بما لا يخالف القانون، فهي مشكورة، و إلا فهي مبادرة تريد أن تتبنى النموذج القائم على مبدأ الأفراد peer-to-peer.